لست سعيدة...
كيف اسعد داخل منزلي و بيني و بين اسرتي فجوة كبيرة و فرق كبير.
فرق شاسع..فانا فتاة عمري 22 سنة.متدينة و ملتزمة الى حد ما.اعيش مع 4 اخوة وابي وامي و جدتي .
ابي انسان طيب لكنه للاسف كان همه الوحيد ان يخلف اطفالا و يوفر لهم الاكل و الشرب و مصاريف المدرسة و منزلا يعيشون فيه.لم يركز اهتمامه ابدا على تربيتهم على الاخلاق الحسنة و على الصلاة و على التمسك بالدين.لم يفكر في ان يشاركهم همومهم و مشاكلهم واهتماماتهم.بل كن همه ان يعمل و يوفر لنا النقود الكافية و هذا هدف مفيد.لكنه لم يفكر هل نحن سعداء ام لا.لم يقدم لنا الدعم النفسي الذي نحتاجه.لم يكن هو القدوة الصالحة الذي اقتديا به.لم يوفر لنا الجو الهادىء.لم يحسن معاملتنا في المراهقة التي يحتاج فيها المراهق الا معاملة خاصة و الا اهتمام و مراقبة خاصة.فالمال و المنزل و الاكل و الشرب ليس كل شيىء.كان ابي يشرب الخمر منذ ان تزوج امي بشكل مفرط.و عندما كان ياتي الى البيت لم تكن تعجبني طريقة كلامه معي و الطريقة التي كان ينتقدني بها.ما زلت اتذكر كل ذلك.كبرت بشكل عادي.لكن عقد نفسية كثيرة كبرت معي حتى اصبحت جزءا من حياتي.تعرفت على صحبة صالحة و على استاد العلوم الطبيعية الذي كان صديقا لنا و كان قدوتي في تلك الايام فتدينت على يده و تحجبت في سن 14.
ابي لم تعجبه فكرة تحجبي.تلقيت منه الكثير من الانتقادات و حصلت بعض الشجارات و طلب مني ان انزعه لكني عالجت الموضوع بطريقة جمبلة حتى اصبح موضوع حجابي امرا عاديا بالنسبة له.تديني و عدم تدين ابي جعل الفجوة بيني و بينه تزيد.كنت اريد ان يكون لي اب مثفهم و متدين لكن للاسف لم يكن كذلك.
مرت الايام و تغير ابي للاحسن.اصبح يشرب الخمر مرة في الاسبوع او مرة في اسبوعين.و بعدما كان لا يصلي اطلاقا اصبح يصلي في رمضان لكن يقطعها بعد رمضان اؤ يصلي في ايام و يقطعها في ايام.لاحظت انه اصبح في بعض الاحيان يشاهد برامج عمروخالد بعد ما كن يحرمني من ذلك ليشاهد روتانا افلام و ميلودي افلام و روتانا سينما التي ادمن على مشاهدتها بشكل غير عادي.كرهت تلك القنوات كرها شديدا لانها كانت تبث مشاهد مخلة بالحياء و كانت تحرمني من الجلوس مع ابي.للاسف لم اتذكر يوما اني جلست مع ابي اكثر من 10 دقائق امام التلفاز.كنت اتهرب منه و لكم ان تتصوروا كم تكون فرحتي عندما يسافر او يغيب عن المنزل.
نتيجة لاهمال ابي لاولاده رزقه الله بابن يدخن و له صحبة سيئة و افكار بعيدة عن الدين.حاولت ان اقنع اخي الطيب هذا ان يصلي و لكن جوابه كان دائما:انشاء الله.كان يقول لي انه يريد ان يهاجر الى اسبانيا و ان يعمل و ان يكون له نقود كثيرة حينئذ سيصلي و سيكف عن الثدخين و سيكون انسانا اخر.كل هذا جعل الحزن ياخذ مني كل ماخذ.و ما زاد من حزني هو اكتشافي ان اخي الصغير الذي كان ملاكا و كنت افتخر به اصبح هو ايظا يدخن و يضطر للسرقة ليشتري سيجارة.يا للاسف بكيت كثيرا عندما عرفت هذا الخبر من طرف عمي.لكم ان تعرفوا الان ان مصدر فرحي في المنزل هي جدتي الحنونة جدا المنيرة لمنزلنا بكلامها الجميل.و ايظا امي الرائعة و اختي2.
كيف اكون سعيدة و لم ايستطع ان اجعل من عائلتي اسرة متدينة و متقربة من الله.فافراد اسرتي و الله طيبون و قلوبهم طيبة و يحبون الخير.لكنهم بعيدون عن طريق الله.
لم يعد بيني و بين ابي حوار قوي .لم يعد بيننا انسجام او توافق حثى مع اخوي الاخرين.فكيف يمكن ان نعبد الله سويا كما قال عمروخالد.لا يمكن بل مستحيل.
للاسف لست سعيدة داخل منزلي.ماذا افعل.
ارجوكم اسالكم الدعاء لاسرتي فانا احبهم كثيرا..كثيرا.